بوادر النظام الدولي الجديد
ظهور القطبية الأحادية:
بالرغم من مظاهر القوة و التطورات التي حققها الاتحاد السوفياتي طيلة 70 سنة من النظام الاشتراكي و التي استمدها، على الخصوص،من اتسساع المساحة وغناه بالمواد الأولية و مصادر الطاقة فإنه كان يعاني معوقات أدت إلى تصدعه و هي:
- كثرة القوميات .
- طبيعة النظام الاقتصادي المتميز بالمركزية والمعيق للمبادرات الفردية.
بعد وصول غورباتشوف إلى الحكم عام 1985 و تطبيق البيروستوريكا و الغلاسنوست ( إعادة البناء و الشفافية ) بدأ الابتعاد عن الايدولوجيا الماركسية و برزت النزاعات القومية و ضعفت السلطة المركزية فأعلنت جمهوريات البلطيق استقلالها عام 1990 و أوكرانيا 1991 ثم تلتها الجمهوريات الأخرى.
نهاية الحرب الباردة :
عقد يومي 3 و 4 ديسمبر 1989 لقاء قمة بين الرئيسين السوفياتي ميخائيل غورباتشوف و الأمريكي جورج في جزيرة مالطة تعرضا فيه لعدة قضايا مثل تخفيض كمية الأسلحة و التعاون بين البلدين و قضايا الشرق الأوسط و قضايا لم يعلن عنها و أعلن الرئيسان بعد دلك اللقاء عن نهاية الحرب الباردة و صرحا بان الحرب الباردة لم تعد واردة و بعد دلك اللقاء شرع الاتحاد السوفياتي في تدمير أسلحته و صواريخه الإستراتيجية .
انهيار المعسكر الشرقي:
ظهرت بوادر التغيير في أوروبا الشرقية قبل ظهورها في الاتحاد السوفياتي غير أن التغيير الجدري لم يبدأ إلا في الثمانينات مستفيدا من سياسة غورباتشوف المتفتحة :
- في بولونيا بدأت نقابة تضامن الحرة عملها مند عام 1980 بزعامة "ليش فالبسا" و احتدم الصراع بينها و بين السلطة عام 1988 وانتهى بانتخابات فاز فيها" ليش فاليسا"
- في ألمانيا الشرقية أدى نمو الروح القومية الوحدوية و سياسة غورباتشوف إلى انسحاب "هونيكر" من الحكم عام 1989 و تبع دلك تهديم جدار برلين في 09 12 1989 ثم إعلان هلموت كوهل المستشار الألماني الغربي عن الوحدة في 03 10 1990
- في رومانيا انفجر الوضع في "تيميشوارا" بمظاهرات في ديسمبر 1989 انتهت بإعدام الرئيس" نيكولاي تشاوسيسكو" وزوجته . جرت انتخابات رئاسية بعد ذلك فاز فيها " ألييسكو".
- في تشيكوسلوفاكيا انتهت المظاهرات السلمية التي تزعمها "فاكلاف هافل" بسقوط الحكومة ووصول "هافل" إلى الحكم و في 02 جانفي 1993 انقسمت تشيكوسلوفاكيا إلى دولتين التشيك و السلوفاك باتفاق الطرفين .
مصير حركة عدم الانحياز :
بعد زوال الصراع بين الشرق و الغرب تحتم على الحركة إعادة النظر في سياستها و هياكلها و أساليبها لتتمكن من مواجهة التحديات الحديثة المتمثلة في سعي الدول المتقدمة إلى فرض سيطرتها بواسطة نظام دولي جديد أحادي القطب.