الأزمات الدولية في ظل الصراع بين الشرق و الغرب

Publié par Katebtageblog sur 12 Novembre 2012, 20:50pm

الأزمات الدولية في ظل الصراع بين الشرق و الغرب.

عرف الصراع،بعد الحرب العالمية الثانية، بين الشرق و الغرب فترات ازدادت فيها حدة التوتر إلى درجة هددت بحدوث مواجهة مسلحة مباشرة بين القوتين العظميين واندلاع حرب عالمية ثالثة. وهذه هي أهم الأزمات التي حدثت أثناء الحرب الباردة:

أزمات الحرب الباردة :

أزمة برلين الأولى ( 31 مارس 1948- 12 ماي 1949).

تقع مدينة برلين في الجزء الشرقي من ألمانيا .قسمت إلى منطقتي احتلال :منطقة شرقية خاضعة للإتحاد السوفياتي ومنطقة غربية خاضعة للقوى الغربية الثلاثة بريطانيا،فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

في 31 مارس الماريشال سوكولوفسكي يحد من حركة المرور بين برلين و ألمانيا الغربية لطرد الغربيين منها.

في 22 جوان 1948 أصدرالغربيون عملة الدوتشمارك.و أنشأوا بنك دولة و أعلنوا نيتهم في توحيد مناطق ألمانيا الغربية الخاضعة لهم بغرض إنشاء دولة ألمانيا الغربية( جمهورية ألمانيا الفيدرالية لاحقا).

رد ستالين على الفور بفرض حصار على التنقل بالطرق البرية،النهرية و الحديدية .

يوم 24 جوان ردت الدول الغربية الثلاثة بجسر جوي لتموين سكان برلين الغربية (حوالي مليوني نسمة).

نجح الجسر الجوي في إنقاذ مدينة برلين الغربية( 277700 رحلة جوية نقلت 2500000 طن من البضائع).

ألغي الحصار يوم 12 ماي 1949 و دخل القرار حيز التنفيذ يوم 23 ماي.

الانعكاسات:

أول هزيمة للاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة :

- رفض سكان برلين بطاقات التمون المقدمة لهم من طرف السوفيات للتمون في الشرق.

- كان هذا الحصار و الجسر الجوي فرصة للولايات المتحدة الأمريكية لتبرهن على قوتها العسكرية.

- تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية على الجزء الشرقي من ألمانيا أسبوعا بعد ذلك.

الحرب الكورية (جوان 1950- جويلية 1953).

هي نزاع عسكري مسلح كانت شبه الجزيرة الكورية مسرحا له من جوان 1950 إلى جويلية 1953.نزاع دولي مسلح .

كانت كوريا خاضعة للاحتلال الياباني منذ عام 1910.

بعد استسلام اليابان في 02 سبتمبر 1945 قسمت كوريا إلى جزأين شمالي شيوعي وجنوبي رأسمالي يفصل بينهما خط العرض 38 درجة شمالا.

عام 1948 قيام دولتين مستقلتين في شبه الجزيرة الكورية.

جوان 1950 هجوم شمالي على الجنوب.

27 جوان قرر مجلس الأمن تكوين قوة دولي من 16 دولة .

تدخل الولايات المتحدة عسكريا منذ 30 جوان.

30 نوفمبر 1950 الصين تتدخل بإرسال 500000 متطوع لنصرة كوريا الشمالية.

بعد كر و فر بين الفريقين الأممي و الشيوعي تحولت الحرب إلى حرب مواقع (خنادق).

27 جويلية توقيع سلم "بانمونجوم" بين ممثلي الأمم المتحدة ، الصين و الكوريتين.

الانعكاسات:

- جعلت الولايات المتحدة من اليابان،بسبب موقع هذه الأخيرة جغرافيا،قاعدة خلفية و منحته فرصة الشروع في مسيرة تنمية ستجعل منه، في ظرف عشر سنوات، القوة الاقتصادية الثالثة في العالم.

أزمة السويس (29 أكتوبر 1956 إلى 06 نوفمبر 1956).

نشبت بتأميم قناة السويس يوم 26 جويلية 1956 بعد أن رفضت الولايات المتحدة والصندوق الدولي للإنشاء والتعمير تمويل بناء السد العالي.

قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة مصر في قطاع غزة و سيناء بحجة أن مصر منعت سفنها من العبور إلى خليج العقبة.

05 نوفمبر تدخل فرنسا وبريطانيا عسكريا بدعوى حماية قناة السويس بعد أن رفضت مصر إنذار بإنهاء القتال وسحب القوات بعيدا عن القناة.إنذار سوفياتي و تهديد بالتدخل إلى جانب مصر ضد المعتدين.

استنكار أمريكي للعدوان و دعوة في الأمم المتحدة لإصدار لوقف القتال و سحب القوات الأجنبية من مصر(تم التصويت عليه بالإجماع).

النتائج:

- هزيمة نكراء لبريطانيا و فرنسا و سحب قواتهما في مطلع ديسمبر 1956 و تأكد أنهما لم تعودا سوى قوتين متوسطتين .

- ازدياد شعبية جمال عبد الناصر في مصر و البلاد العربية.

- ازدياد شعبية الاتحاد السوفياتي و نفوذه في العالم العربي عن طريق التقدميين العرب.

- بداية مشروع أيزنهاور لدعم بعض الأنظمة في المنطقة لمواجهة النفوذ السوفياتي المتزايد هناك.

أزمة كوبا أو أزمة الصواريخ (أكتوبر 1962- 20 نوفمبر 1962).

في ماي 1960، وعد الزعيم السوفياتي خروتشوف بحماية نظام فيدال كاسترو الناشئ حديثا في كوبا .بعد رحلة إلى موسكو قام بها راؤول كاسترو ،شقيق رئيس كوبا الجديد فيدال كاسترو ،في جويلية 1962 وضع الاتحاد السوفياتي وبسرعة مخططا لتزويد كوبا بصواريخ متوسطة المدى .

في أكتوبر 1962 ،اكتشفت طائرات تجسس أمريكية محلقة على ارتفاع كبير، في جزيرة كوبا منصات لإطلاق الصواريخ يمكنها أن تستقبل صواريخ باليستسة متوسطة المدى.

إن وجود هذه الصواريخ في ذلك المكان لا يغير بطريقة جذرية التوازن العسكري بين القوتين العظميين ،لأن التراب الأمريكي أصبح في متناول الصواريخ السوفياتية بعيدة المدى المنصبة في الاتحاد السوفياتي.غير أن تنصيب هذا النوع من الصواريخ على مسافة 150 كلم من سواحل فلوريدا يشكل استفزازا لم تكن الولايات المتحدة لتتركه بدون رد خشية ذهاب هيبة قوتها الضاربة.

أعلن الرئيس الأمريكي ،جون ف كينيدي،في أكتوبر 1962 نيته بضرب حصار بحري على كوبا لمنع وصول صواريخ جديدة.و طلب كينيدي من الاتحاد السوفياتي تفكيك أسلحته.

بعد عدة أيام من المفاوضات بين كينيدي و خروشوف ،عاش خلالها العالم تحت تهديد حرب نووية محتملة ،قبل الزعيم السوفياتي،يوم 28 أكتوبر،تفكيك منصات إطلاق الصواريخ و إعادة الصواريخ إلى الاتحاد السوفياتي.واقترح كذلك على الولايات المتحدة تفتيش المواقع الكوبية مقابل ضمانات أمريكية بعدم غزو الجزيرة....

بعد استطلاع جوي قامت به الولايات المتحدة فوق كوبا تأكد تفكيك المواقع منذ يوم 12 نوفمبر فرفع الحصار البحري يوم 20 نوفمبر.

وقد ترتب عن الأزمة ما يلي:

- إقامة خط هاتفي " أحمر" بين الكرملين والبيت الأبيض لتسهيل المحادثات السريعة عندما تحدث أزمة ما.

- بروز الوعي بمخاطر استمرار السباق نحو التسلح خاصة النووي الذي يهدد ب"التدمير المتبادل الأكيد".

- لتجنب التدمير المتبادل وللحد من النفقات على السباق نحو التسلح ،وقعت أول معاهدة بين الطرفين في موسكو في جويلية 1963 تقضي بمنع كل التجارب النووية غير الباطنية.

- توقيع معاهدة الحد من انتشار النووي في عام 1968 تهدف إلى الحد من انتشار التكنولوجيا النووية العسكرية في العالم.

المصدر: Microsoft Encarta بتصرف.

آخر تحديث يوم 19 ديسمبر 2012