" لفهم الحاضر و استشراف المستقبل لا بد من معرفة الماضي ولكن غزوات البدو (1) أولا ثم السيطرة التركية بعد ذلك دمرت ،هنا في شمال إفريقيا على العموم و في الجزائر على الخصوص، كل بذرة جاء بها الفاتحون المسلمون الأوائل(2).
في خضم الاضطراب العام الذي تغذى بنظام حكم فوضوي، بالمؤامرات و الدسائس و ثورات متتابعة طيلة قرون عديدة، لم يكن هناك مكان على الإطلاق، للأعمال التي يتطلب إنجازها الهدوء و راحة البال.
لقد وصل الانحطاط المعنوي إلى حد فقدان كل نوع من أنواع الكتابات ،و ترتب عن ذلك انعدام شبه كلي للكتب و الوثائق المكتوبة الضرورية لكل الذين يريدون ،اليوم،القيام بدراسة متعلقة بالماضي ،أي ربط الحاضر بحوليات المؤرخين العرب السابقين للقرن السادس عشر أمثال ابن خلدون و القيرواني وآخرين ".
Charles FERAUD
ترجمة كاتب مدونة تاج.
هوامش :
(1)- لا ينبغي تضخيم هذه الحضارة القادمة من المشرق .إن فضل المسلمين القادمين من المشرق تمثل على الخصوص في استعمال ،من زاوية نظرهم، الكفاءات المتنوعة للمور، الأمازيغ ،الرومان و القوطيين( ملاحظة من كاتب المقال)
(2)- يرى الجغرافي الفرنسي الكبير إيف لاكوست في بعض كتبه أن فكرة " الغزو البدوي" (أي الهلالي) خرافة و يفضل ،عوض ذلك ،الحديث عن تعريب الأمازيغ. (ملاحظة من المترجم).
نشر تحت عنوان آخر في مدونة Hist-géo.dzblog.com
آخر تحديث يوم 11- 04 - 2010